قال القيادي في حركة “النهضة”، محسن السوداني، “إلى حد الآن ليس واضحاً إن كان قيس سعيد سوف يؤمّن شروط المنافسة النزيهة في الانتخابات الرئاسية القادمة. لكن هناك مؤشرات غير مشجّعة وتلقي بظلال الشك على الموضوع”. وأول تلك المؤشرات، بحسب السوداني، “الانتخابات البرلمانية التي كانت شكلية وجرت بعد الانقلاب وفي أجواء انقلابية ومناخ سياسي انعدمت فيه أدنى شروط المشاركة، وقد قاطعتها جل الأحزاب، وكانت نسبة الإقبال فيها ضعيفة جداً”. وبرأيه، فإن الانتخابات التشريعية الماضية “كانت الأضعف في العالم، وجاءت لتترجم موقف التونسيين المقاطع وفقدانهم الثقة في العملية السياسية وانسحابهم تماماً من الشأن العام”.
أما ثاني المؤشرات، وفق القيادي في “النهضة”، فهو أن سعيّد “لم يتحدث إلى حد الآن عن موضوع الانتخابات الرئاسية، والحال أننا دخلنا من الناحية النظرية في الزمن الانتخابي، حيث من المفترض أن تكون الساحة الآن غنيّة بالسجال حول هذا الموضوع. والحال أن الواقع غير ذلك”.
ولفت السوداني إلى أن “هناك أيضاً خشية من أن يخلق سعيد وضعاً سياسياً وأمنياً وقضائياً لا يسمح بالمشاركة ولا بالمنافسة”.
وبرأيه، فإن “ليس من شك في أن الاعتقالات التي طالت العشرات من قيادات الصف الأول من الأحزاب تندرج في هذا الإطار، أي إخلاء الساحة وتهيئتها تماماً لمرور قيس سعيّد”. ولم يستبعد السوداني “أن يستكمل سعيّد هذه الأرضية بتغيير القانون الانتخابي بما يجعله دون سواه في طريق مفتوح”.
وحول المناخ العام الواجب توفرّه لإجراء الانتخابات الرئاسية، شدّد السوداني على أنه “يتطلب هدوء الأجواء والإجماع السياسي الوطني والتوافق على قواعد المنافسة وتوفير كل الشروط والضمانات للنزاهة والشفافية والتزام احترام النتيجة”. وأضاف: “أما ونحن نعيش في خضم وضع مشحون من الناحية السياسية بسبب الاعتقالات والملاحقات وغلق مقرات الأحزاب، واستهداف القضاء الذي يمثّل صمّام أمان للسلامة العملية الانتخابية، فلا يمكن الحديث عن انتخابات”.