في يونيو 1981، أعلنت الجماعة الإسلامية وجودها العلني في مؤتمر صحفي بمكتب المحامي “عبد الفتاح مورو”.
ووفق بيانها التأسيسي، تعمل الحركة على “بعث الشخصية الإسلامية لتونس ” و”تجديد الفكر الإسلامي” و”إعادة بناء الحياة السياسية على أسس إنسانية وتوزيع الثروة توزيعا عادلا”.
منذ إعلان حركة الاتجاه الإسلامي (النهضة لاحقا) تأسيسها بدأت السلطات ملاحقتها، ففي صيف 1981، أي في عهد الحبيب بورقيبة (حكم من 1957 إلى 1987)، تم اعتقال العشرات من قيادات الحركة ومنتسبيها، وحُكم بالسجن 11 عاما بحق رئيسها راشد الغنوشي، والقيادي صالح كركر، و10 سنوات سجنا بحق مورو، وأحكام مختلفة بحق بقية الأعضاء.
وإثر أحداث ثورة الخبز في يناير 1984، تم الإفراج على منتسبي حركة الاتجاه الإسلامي في أغسطس من نفس العام.
وتصاعد نشاط الحركة وبات الطلبة المنتسبين إليها أهم فصيل سياسي في الجامعة التونسية المعارضة للنظام، حتى أنهم ساهموا بفاعلية مع بعض المستقلين واليساريين، في تأسيس منظمة طلابية جديدة بالجامعة في أبريل 1985 باسم الاتحاد العام التونسي للطلبة.
وفي عام 1987، شهدت البلاد عمليات اعتقال بحق الآلاف من المنتسبين وصدرت أحكام بالإعـدام بحق قياديين لم يستطع الأمن أن يقبض عليهم، على غرار حمادي الجبالي وعلي العريض وصالح كركر، وصدر حكم بالسجن المؤبد بحق الغنوشي.
وفي 7 نوفمبر 1987، نفذ الوزير الأول آنذاك زين العابدين بن علي “انقـلابا” وأزاح بورقيبة من الحكم.
واستكملت حركة النهضة نضالها أمام النظام المسـتبد “بن على”، حيث سطر أبنائها ملاحم وقصص من النضال الذي لم يتوقف منذ أيام الأولى في عهد بن علي، وحتى اندلاع شرارة الثورة في 17 ديسمبر، حيث انطلق مناضلو الحركة وتصدروا الصفوف، و وقفوا كتف إلى كتف مع جميع الأطياف السياسية لإزاحة الحكم الديكتاتوري الذي جثم على البلاد لعقود.. لكنها لم تكن النهاية، فبعد أن شكلت النهضة الحكومة، تربصت لها الثورة المضادة ووضعت في طريقها مئات العثرات التي أنهكت البلاد في تلك الأثناء، باية من توتر الأوضاع و اغتيال القياديين اليساريين شكري بلعيد (6 فبراير 2013) ومحمد البراهمي ( 25 يوليو 2013)، ليتم تسليم الحكم لحكومة تكنوقراط بقيادة المهدي جمعة في يناير 2014.
وتمر السنين لتجد البلاد نفسها على وقع انقلاب سعيد الذي تبعه بعدة قرارات استأثر من خلالها بكامل السلطات، ليستعد بعد ذلك لإنشاء جمهوريته المزعومة، وإرساء النظام الشعبوي الذي يقصي الجميع.. هنا أيضاً كانت النهضة أول من يقف ويسمي ما حدث في 25 جويلية بالانقلاب، لتلحق بها كافة المكونات وتعود قصة النضال التي بدأت منذ عقود ولن تنتهي.. لأن النهضة هي عنوان النضال في تونس.
تداول على رئاسة الحركة نحو 13 قياديا وكان الأطول مدة هو الأستاذ “راشد الغنوشي” الذي ترأسها من 1972 إلى ديسمبر 1980، ثم فترة قصيرة من أبريل 1981 إلى يوليو 1981، ومن ديسمبر 1984 إلى مارس 1987، ومن نوفمبر 1991 إلى اليوم.