تقرير مجلة “جون أفريك” يسلط الضوء على تظاهرات القضاة التونسيين في الذكرى السنوية الأولى لقرار قيس سعيد بعزل 57 قاضيًا، والذي ادعى فيه “تطهير” النظام القضائي. استنكر المتظاهرون هذا القرار ووصفواه بأنه يهدف إلى السيطرة على العدالة والقضاء، ورفعوا شعارات تنادي بقضاة مستقلين وغير مستعبدين.
وأشار التقرير إلى أن القرار الرئاسي بإقالة القضاة صدر في الأول من يونيو 2022، حيث وُجهت للقضاة اتهامات بالفساد وعرقلة التحقيقات. في أغسطس، قرر القضاء الإداري تعليق هذا القرار بالنسبة لـ 49 قاضيًا وأعلن أنهم مُخوِّلون بالعودة إلى عملهم، لكنهم لم يستطيعوا العودة فعليًا لمناصبهم، وتم حرمانهم من رواتبهم وتغطية الضمان الاجتماعي.
التقرير نقل تصريحات العديد من الشخصيات الفاعلة في الوقفة الاحتجاجية، حيث استنكر المتحدث باسم لجنة الدفاع عن القضاة المعزولين “العياشي الهمامي” استمرار رفض قيس سعيد تنفيذ القانون، وأشار إلى تقديم 37 شكوى ضد وزيرة العدل ليلى جفال بتهمة انتهاك القانون. وأكد حمادي الرحماني، أحد القضاة المعزولين، أنهم يتعرضون للعقاب بسبب رفضهم إصدار أمر اعتقال ضد شخصيات سياسية، واستنكر سيطرة السلطة على القضاء ومحاولات ترهيب القضاة.
واختتم التقرير بوصف عملية سعيد للاستيلاء على القضاء، حيث حلّ قيس سعيد المجلس الأعلى للقضاء في بداية عام 2022 وأقال أعضائه وعين مجلسًا مؤقتًا بدلاً منه. ووفقًا للدستور الجديد الذي أصدره في منتصف عام 2022، يتم تعيين القضاة بموجب اقتراح المجلس الأعلى للقضاء، والذي كان يمتلك سلطة تعيين القضاة في السابق.